لقاء مع المبدع حسين حمزة
الأغنية النوبية عبّرت عن قضايا الوطن بأروع ما يكون
من بين الأصوات التي ظهرت في الآونة الأخيرة ضمن مجموعة نوبان للآداب والفنون، وجمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي الفنان حسين حمزة ابوزيد ناصر الذي حجز مكانه في الساحة الفنية من خلال تقديمه لأنماط مختلفة من التراث والأغنيات النوبية،
أشادت به الكثير من الأقلام المهتمة، وأصبح معروفاً خارج السودان خاصة للنوبيين بمصر.. نحاوره في هذه المساحة:
* دعنا نبدأ بالسؤال التقليدي حول بداياتك الفنية؟
بدأت هواية الغناء معي من خلال المشاركات في الدورات المدرسية بمنطقة (بنّه)، ثم تركت الغناء حتى جئت الى جامعة النيلين فالتقيت بشابين من منطقة دنقلا, عبد الرحيم شاهين، وكمال حسين، فجاءت الفكرة لتكوين جمعية فالتقينا بالأخ محمد عوض محمد خير، لتقوم جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي، لننطلق منها الى مساحات أرحب، ولو لم أجد الجمعية بشبابها لما غنيت لأنني كنت ممتنعاً عن دخول الوسط الفني ولكن الجمعية اثبتت لي حرصها على مستقبل الغناء والموسيقى والتراث فواصلنا جهدنا عبرها.
* وما هي الخطوات التالية؟
أجزت صوتي في المصنفات الأدبية والفنية حيث قدمت أغنيتين على إيقاع العشرة بلدي، وسيرة الأولى بعنوان (تنجيلا) والثانية بعنوان (دولتي)، بعدها حاولت تقديم عدد من الأغنيات التراثية للأستاذ نور الدين السيد علي بعنوان (حنقلي ـ توما ـ أليرى)، وللشاعر جلال عمر (دسي باسيرل) ولأحمد إبراهيم فضل وأبي القاسم محمد أحمد وهو من الشعراء الجدد.
* كيف كانت تجربتك مع الأغنيات المصورة؟
تجربة سهلة لأن البدايات كانت مع الأخوة شاهين وأنور صلاح وعثمان حميدة.
* وماذا عن تجربة المدائح؟
اعتقد انها تجربة جيدة تضاف لتجاربنا في الغناء وسعينا لإبراز العديد من الأنماط خاصة وأن الشرائح متعددة, فالكبار يفضلون المدائح والشباب يحبون الغناء. وقدمنا العديد من المدائح التي اعتمدت على التراثيات فهناك مدحة باسم (سقد دالي) التقطناها من إحدى الأمهات وتناولنا بقية المدائح بالدنقلاوية والمحسية.
* تجربة الغناء خارج السودان؟
بالنسبة لي لم تكن تجربة سهلة خاصة في مصر التي وُجِهنا فيها بجمهور مصري، ونوبي، وسوداني فكان من الصعب إرضاء كل الأذواق, لكننا قدمنا أعمالاً جيدة نالت الرضا وتوجت بعروض بمدينة أسوان ومعظم الأراضي النوبية. وعدنا ثانية الى القاهرة للمشاركة في الدورة (41) لمعرض القاهرة الدولي وعالجنا الأخطاء التي صاحبت مشاركتنا في دورته السابقة.
* الى أي مدى استطعتم الاستفادة من تراث المنطقة؟
ما استطعنا عمله يعدّ (1%) والتراث النوبي تراث غني، واعتقد ان مجموعات الشعراء بدأت فى الازدياد.
* هل جربت التلحين لوحدك؟
لحنت ثلاث أغنيات من ضمنها أغنية مصورة بعنوان (دسي) من كلمات جلال عمر، كما لحنت لأحمد إبراهيم أغنيتين، واعتقد أن اعجاب الناس بالحاني يحفزني للمزيد من الألحان.
* يلاحظ عدم وجود أصوات غنائية نسائية؟
ليس هناك غير منال عبد الرسول، وهو أمر عائد لنظرة المجتمع لغناء المرأة وهو من شأنه ان يحجم من ظهور أصوات أخرى.
* ما هي الإضافات التي أضافتها جمعية دنقلا للثقافة؟
قبل الجمعية كان الشباب يتغنون باللغة العربية, ولكن بعد ظهور الجمعية أصبحت الأغنية النوبية مطلوبة، واعتقد أن نسبة الغناء الآن في أي حفل تصل الى ست أغنيات، واحسب ان هناك أصواتاً لو وجدت الرعاية ستكون من خيرة الأصوات المغنية.
* برأيك, هل تعتقد ان الأغنية النوبية قد عبرت عن الإنسان في تلك المناطق؟
الأغنية النوبية تناولت العديد من الموضوعات خاصة الغربة، والزواج، والأفراح، والأحزان، وقضايا الوطن عموماً مثل أعمال النفير واستطاع الشعراء ان يعبروا عن هذه الحالات بأروع ما يكون.
* مشروعات وطموحات؟
اتمنى ان تصل الجمعية لكل انحاء السودان وتعبر عن الفن السوداني عموماً والنوبي بصفة خاصة، ونساهم في التعريف بتراث المنطقة وحضاراتها التليدة.